الاثنين، 9 يناير 2012

انتفخ اللصوص وهُزل الوطن !!!


كثير ما يتطرق الانسان للوطن وحب الوطن وهذا بالطبع حق شخصي لكل أحد
من الناس عاش وسيموت تحت ترابه ومن هنا فان كل من ينهض لاستجلاء الهمم
وزرع روح العمل من اجل مصلحة البلد فيمكن ان نقول عنه انه وطني
من الدرجه الاولى
فما بالك بمن يتفانى ويتقطع من اجل وقف ذلك النزيف الذي يحدثه بعض من مَن لهم
مصالح شخصيه ومطامع فرديه وعلى حساب مقدرات الامه ومصالحها العامه
متناسياً كل شي من اجل هواه وزياده اسهمه على حساب الاخرين !
وهذه بالطبع كارثه بكل المقاييس والمعايير الوطنيه

وقد يتبادر الى الذهن عند كثير من الناس تصوراً لكبار البلد ووجهاء السلاطين
وهم بذلك لم يخطئوا ولم يبتعدوا كثيراً وفي هذا حقيقه معتاده ومكرره وقد سأم الناس
من الحديث عن هذا .. ولاكن ان يصنع هذا العمل ويساعد في تفاشيه شريحه أخرى
من المجتمع كعامه الناس بحيث يصبح الفساد سمه عامه فهذا ما يحزننا ويؤول بنا
الى اغراق ماتبفى من مقدرات الامه !! فمن هنا اقول ان مايصنعه الصغار هو
نتاج انتفاخ اللصوص الكبار وتسلطهم في كل مناحي الحياه وبدون رادع

فتولد لنا فكراً وثقافه سلبيه نواجهها ونسمعها عند كثير من الناس وبحجج واهيه
كقول احدهم ( مثلي مثل غيري ) أوقول ( انا ما استطيع ان اعدل الكون ). متناسيا
انه جزء لايتجزأ من هذا الكون الهلامي الغير واضح والذي ضاعت ملامحه وهويته

فتجد الرجل منا قد بلغ درجه من العلم من خلال شهادات يحصل عليها من هنا
أو هناك ومع هذا تجده مقيدا بافكار متحجره وروح انهزاميه ليس لها مبرر ! وكانه
قد وجد لينفذ فقط دون ان تكون له وجهه نظر أو شخصبه مستقله يستطيع من خلالها
ان يقف بالميدان ويصلح ما أفسده الاخرون . وهذا بالطبع نوع من البلاء الذي حل
علينا وخاصه في هذا الزمن الصعب والمضطرب والذي يحتاج منا لوقفه صادقه
مع النفس أولا ثم مع مانعيشه الان . فبمجرد ما يجد الرجل انتفاخه اللصوص تظهر
عليه علامات الضعف والهزل والهوان ويحس انه لن يستطيع مجابه ذلك التيار القادم
من اعلى السلم . فيتوقف ويخوض في افكار مهزومه وتداعيات قد تفقده عمله
ومستقبله وهذا بالطبع ليس بحال كل افراد الوطن .ولكنها الاغلبيه على حد ما أعلمه
ومن خلال تجربه متواضعه شدتني الى ذكر ما قلته الان واحساس أظنه صادق
ونابع من اخلاص لم اعهده من قبل

اذن ..  دعونا نعيد النظر ودعونا نحمل هم الوطن
وسنوفق باذن الله متى ما استمعنا للغه ضمائرنا التي لم تمت 
وعقولنا التي لم تصادر حتى الان ... ولله الحمد

مقلع نت :)

الأمير الصغير .. [ إنطوان دو سانت إكزوبيري ]


بداية

سميت بقصة القَرن العِشرين وهي قصة جميع الأزمنة وجميع الأمكنة
حيث توجه بها الكاتِب أنطوان إلى أرواح الصغار بعدما يئس من الوصول
إلى أرواح مشبعة بالأرقام والأفكار المسبقة

بعدما فقد الأمل بالوصول إليها إلى تلك النَفس غريبة الأطوار! نعم غَريبة الأطوار
هكذا سماها الكاتب بِحيث نجِده يكررهذه الحروف مرات عدة تلك الحروف
الصغيرة والتي بِنظَرهِ نأسِرُ الكَون بَين طَياتِها

أوراق مُبعثرة

إنها قِصة أمير صغير يعيش وحيداً على كَوكَب يماثِلهُ حجماً وشَكلاً وَحيداً على
كَوكَب مُقفرقاحِل [ كَبرٌ وداجِ وكَان هَذا الصَغير الذي اسماهُ أنطوان بالأميرالصغير
يَقضي جل وقته  ويمضي يومه في رِعاية هذا الكوكب الفَريد]

كَان يرعاه وَيحميه مِن ثوران تلك البَراكين التي كان يتوق أن يأتي يوماً ويشاهِد
به ذاك المنظركانَ يحميهِ من تلك البراكين الخامِدة والأعشاب الضارة التي تَنامُ
في باطن الأرض والتي إذ نمت سوفَ تفسد بنية الكَوكب وتقضي عليه

إلى أن بزغت الشَمس ونسابت أشعتها شَلالاتٍ ذهبية، ذات صباح غريب أو
بالأصح فَريد راقَب تفتح برعم صغير لَم يراه قَبل ذاك قَط برعم غَريب استَوفى
وَقتهُ في التفتح لِيكشِف عَن كائن جَميل تتراقص قَطرات الندى على تِيجانهُ
وكأنها أميرة اكتمل عَرشها تِلك الزهرة المغرورة – ولها الحَقٌ في ذالِك – تلك
الَتي أعطت شذاً جميلا والتي ملئ عِبق عطرها الشجي قلب الأمير وروحَ الكَوكَب
ذاك الكائن الذي وجده الأمير سلوى يقتل الوقت بين أحضانِه وفي إحدى الأيام
يقرر الأمير مغادرة هذا المَكان إلى أمكنة أخرى يكشف لها سر الحلاوة
التي غَزت قَلبه وليبحث عَن صديق يشكوا لَهُ همهُ ولِينزف بينَ ذراعيه

رِحلة الأمير تَعتَبر رِحلة المشاعر الإنسانية المطمورة تحت حطام الأيام
رِحلة تكشِف فيها المشاعر ولأول مرة أنها تَجعل جَميع الأنام متشابِهين مُتماثلين
تِلك المَشاعِر التي قَدمت مِن كَوكَب بَعيد، تِلك النَفس التي لازالت غير مُحملة
بأعباء هذا الكون . طِفل فَريد لا يَنتَمي إلى مَجموعات تُشوش أفكارهُ بِمفاهيم
أساسية ومَجموعات وتهبهُ أفكار مُسبقة
كانَت رِحلة الأمير وكأنها رِجلة يأتي بها هذا الصَغير إلى هذا العالم ولأول
مرة رحلة يحاول بها هذا الصَغير فَهم الغرور، السلطة المال العمل العلم
ويحاول التَجاوب مَع الحُب، الخَوف، الحياة، الموت ويحاول التكيف
مَع جنون الزمن توهان الأيام وهجوم القدر

كَلِمات وحُروف جديدة تَتردد في أجواء نَفس هذا الصَغير كَلمات ولأول مرة
يعرف معانيها .. كَلمات مازال صداها يتردد في قرار نفسي :-
إن أي عابر سبيل يظُن أن وردتي تشبهكن بالتأكيد، لكنها الوحيدة الأكثر أهمية
بالنسبة لي .. ذالك لأني أنا مَن يسقيها ويرويها وذالك أنها هي مَن أنصت
لشكواها وتبجحها... ذالك لأنها وردتي ..!
[ يآاااه كَم أنا غني، فَقد مَلكتك أيتها الزهرة  .. ]
إننا لا نرى جيداً إلا بالقلب فالجَوهرة لا تَراهُ العين ..!
[ إن الجمال... يكمِن بالروح والنفس لا بالجمال .. ]
ستصبِح مسولاً عما تفعَله للأمد ..!
[ إن كل شخص سيدفَع ثَمن حماقتِه وسفاهته  فكل شخص مسؤلاً عن أعماله ]
إن ما يزين الصحراء كَونها تخبئ بئراَ ما في باطنها .. !
[ لكلٍ منا جَمالاً يميزه .. جمال لا نراه بأعيُنِنا إنما نحِسها بأرواحِنا ]
إننا نُجازِف بالوقوع بالأسى حتى البكاء إن سَمحنا لأنفسنا بِتذوق كأساً مرا
[ اننا نحكم على أنفسنا أن نعيش ما نرغب .. أي أننا نَحكم على أنفسنا
العيشَ سُعداء أم أشقياء]
إن كَوكَبي بعيد جداً ليس باستطاعتي أن أحمل جسدي وأنقله من
هنا إلى هناك لاأنه ثقيل جداً ..!
[ إن توه الزمن وجنون القَدر أوحشَ وأقوى مِن أن نواجهه ]

[ هَمسة ] ... مِن الكاتِب [أنطوان دو سانت إكزوبيري] .. للقراء
أنتم أيها القراء  تَعرفوا على هذا الأمير الصغير، تعرفوا على هذا الانموذج
احتَفظوا بالعِبق الخلاب والعِبق الساحِر لِهذه الحُروف وان بدت صَغيرة
لكن لَديها المَقدرة وبكُل لَحظة طَرد بِمفاهيمها شَوائِب أحزان هذا العالم !
والتَغلب على جنون الأيام .. وهذه الأحزان المتكررة  المملة
إن هذا الصغير يعطيكم فُسحة اكبر داخِل أرواحَكُم فيتردد صداها عالياً
إن هذا الأمير يجعلكم تلقون بشوائب هذا الزمن ودفن أحزانه بين رَماد الأيام
إنه الطفل الصَغير المختبئ في باطِن كُلٍ منا إنها تلك الروح التي تردد صَداها
في ضَباب النَفس ..! أرجوكم لا تخافوا أن تَصدقوا أنه موجود فِعلا
نَعم إنه موجود وبداخِل كُلٍ منا  فابحثوا عَن شذاه واتبعوا عِبقَهٌ الساحِر ..!

ولا تكذبوه ... اني أرجوكم ... أرجوكم !!

:)